أخبار وتقارير

البيض يطالب نظام صنعاء بالدخول في تفاوض ندي للعودة إلى ما قبل 22 مايو 1990

يمنات

عشية الذكرى السنوية لإعلانه فك الارتباط..
قال السيد علي سالم البيض، نائب رئيس دولة الوحدة (1990 – 1994)، إن الساحة الجنوبية و الساحة اليمنية مرت خلال السنوات الماضية بأحداث مهمة، أهمها إزاحة رأس مات أسماه ب”نظام الاحتلال اليمني”، و جاءت ما تسمى بحكومة الوفاق وأجريت نتخابات رئاسية وصفها بالصورية، و عُقد ما يسمى بمؤتمر الحوار اليمني وفقاً للمبادرة الخليجية.
جاء ذلك في خطاب ألقاه بمناسبة الذكرى العشرين لفك ارتباط الجنوب عن الشمال، الذي اعلنه من مدينة المكلا بحضرموت، في ال21 من مايو 1994م، و الذي يحتفل به الشعب في الجنوب، منذ سنوات خلت، بمليونيات تشارك فيها مختلف المحافظات الجنوبية.
و أعتبر البيض في خطابه الذي بثته فضائية “عدن لايف”، أن هذه الأحداث لم تُغير من واقع الحال شيئاً.
و أشار أن الصراعات بين اجنحة ما وصفها بسلطة الاحتلال اليمني قد خرجت الى العلن ، وعبّرت عن نفسها بأشكالٍ أكثر ضراوة، مرجعا ذلك، للتنافس والصراع على السلطة والثروة والنفوذ.
و اعتبر ذلك الصراع لا يمت بطبيعة الحال بأي صلة لحياة الناس البسطاء أو همومهم ولا بمعاناتهم بل إن حياتهم ازدادت سوءاً وصعوبةً وأصبح تخويفهم بفقدان الأمن وطلب السلامة منهجاً رسمياً، حتى لا يلتفتوا الى التدمير اليومي الممنهج لحياتهم وسد أفق المستقبل أمام الشباب, وخلق دورات من أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية ومعيشية لا تنتهي حتى طالت أدق تفاصيل حياتهم المعيشية اليومية من الغذاء إلى التنقل.
و قال في سياق خطابه: نبهنا منذ الأيام الأولى للإعلان عن المبادرة الخليجية من أنها ستُمنى بالفشل طالما تجاهلت لب القضية.
و نوه إلى أن التطورات اللاحقة اظهرت صحة ما ذهب إليه ونبه منه.
و اتهم أحزاب المشترك، التي كانت طرفاً في التوقيع على المبادرة الخليجية في الرياض في نوفمبر من العام 2011م، بالتنصل عن المبادرة، على الرغم من أنها سعت بكل جهد إلى تمرير الخُدعة.
و أشار أن هذه الأحزاب، بعد مضي أكثر من عامين ونصف العام من التوقيع على المبادرة الخليجية، تدعو مجدداً إلى عقد مؤتمر وطني جديد على أنقاض مؤتمر الحوار اليمني، بعد أن أصبحت مصالحها في خطر.
و أكد أن الواقع وتطورات الأحداث أثبتت لدول الإقليم والعالم من إن أطراف ما يسمى بالحوار اليمني لم تكن في يوماً ما جادة أو معنية بما تردده من شعارات حول بناء الدولة الحديثة , دولة النظام والقانون والمواطنة المتساوية كما يدعون.
و اعتبر أن ذلك مجرد خطاب استهلاكي لتسويقه لدى الدول المانحة , الهدف منه دفعها للمزيد من ضخ الأموال لمؤسسات الفساد القائمة لإطالة عمرها فقط .
و اعتبر أن ثورة التغيير في الشمال أريد لها أن تكون فخاً جديداً لوأد القضية الجنوبية العادلة، وما تلاها من تبني المبادرة الخليجية التي جانب مصمموها الصواب بتجاهلهم حقائق الواقع وجوهر الأزمة , والركون الى تفسيرات سطحية لجهات من مصلحتها القفز على الواقع وانكاره حتى تحافظ على مصالحها ويستمر نفوذها باحتلال الجنوب.
و نوه إلى أن ما تشهده صنعاء، التي وصفها بعاصمة الاحتلال اليمني، و بقية عواصم المحافظات، من تدهور أمني مريع ، ومن تفجيرات إرهابية واغتيالات فردية وجماعية يومية، والتي تستهدف في أغلبها كوادر عسكرية وأمنية, و التي طالت أيضا رعايا أجانب ودبلوماسيين بالاختطاف أو بالقتل ، تدل دلالة واضحة عن عجز تام للدولة وفقدانها القدرة تماماً على النهوض بوظيفتها، أو تأدية أبسط مهامها، المتمثلة في حماية أمن المواطن والبعثات الدبلوماسية لديها.
و أكد أن ذلك يعكس بأن العجز هو مؤشر خطير يغني عن المضي في الاعتماد عليها كشريك في حفظ الأمن في المنطقة، أو رعاية مشاريع التنمية والخدمات وتنفيذها ، حتى وإن تم تغيير رأس النظام أو تبديل بعض أدواته.
و أشار البيض في خطابه أن المناوشات القائمة بين قوات ما يسميه بنظام الاحتلال اليمني وعناصر “القاعدة”، مجرد محاولة للفت نظر الدول المانحة، ووسيلة لابتزازها بعد ان تمنعت عن ضخ الأموال، مالم يتم الاتفاق على آلية تضمن التوظيف الأمثل لهذه الأموال، ومنع وقوعها في براثن المؤسسات اليمنية العريقة في الفساد.
و أوضح أن لدى نظام صنعاء، تجربة كبيرة في مضمار استثمار الاموال في شراء أسلحة القمع وتوظيفها في حروب غير عادلة طوال عقد من الزمن.
و دعا البيض، دول المنطقة والعالم ، وخاصة الدول التي رعت المبادرة الخليجية في نوفمبر عام 2011م إلى إعادة قراءة حقائق الواقع اليوم كما هو، ووضع الحلول الناجعة والجذرية له، حتى تسهم في أمن و استقرار المنطقة وحماية مصالحها والعالم.
و أكد البيض في خطابه على دعوة نظام ما يسميه بالاحتلال اليمني إلى التخلي عن أوهامه وأحلامه غير الواقعية ، التي لا يقرّها واقع الحال في الجنوب، و الاحتكام للمنطق والدخول في تفاوض ندي برعاية الجامعة العربية والمجتمع الدولي للعودة إلى الوضع القانوني والجغرافي للدولتين قبل يوم الثاني والعشرين من مايو 1990م تجنباً لإراقة مزيدٍ من الدماء, بعد أن أثبتت كل التطورات استحالة فرض الحلول المنقوصة التي تعارض إرادة شعب الجنوب.
كما أكد أن على الدول المهتمة وخاصة الدول الراعية للمبادرة الخليجية مراجعة مواقفها، على ضوء التطورات المهمة والخطيرة على أرض الواقع التي أثبتت بالملموس بأن المضي في هذا النهج الأحادي دون الاخذ بعين الاعتبار مصالح وطموحات الشعب الجنوبي ، لن يفضي إلا إلى مزيدٍ من الفوضى.
و أكد أيضا إن الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية، وتردّي المعيشة وتراجع الخدمات وانتشار الأوبئة وازدياد البطالة وتفشي الفساد ، أصبحت هي السمة التي طبعت المرحلة منذ احتلال الجنوب في 7-7- 1994م، ما يعد محصلة مجمل الأوضاع منذ ثورة التغيير وما تلاها من تنفيذ لبنود المبادرة الخليجية.
و أكد أن لا مخرج أمام الدول الراعية سوى الإنصات إلى صوت الشعب الجنوبي المُعبر عنه في الساحات والميادين المتمثل في مطلبه الشرعي في استعادة الجنوبيين لدولتهم الجنوبية المستقلة بحدودها التاريخية يوم الاستقلال 30 نوفمبر عام 1967م , التي ستُشكل عودتها خير ضمان للسلم والأمن و الاستقرار ومكافحة الإرهاب في المنطقة كما كانت في الماضي.
و دعا منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإنسانية إلى إيلاء المزيد من الاهتمام لسكان الجنوب، الذي نعته بالمحتل لما يتعرضون له على يد نظام ما يسميه الاحتلال اليمني من قتل وتشريد وتدمير للمدن والقرى وتحويل المزيد من السكان إلى لاجئين وخاصة في أبين وشبوة وحضرموت, نتيجة للعمليات العسكرية.

زر الذهاب إلى الأعلى